النسوية للجميع: في الطريق إلى إضراب النساء في ألمانيا


Facebook


Twitter


Telegram

Share on facebook
Share on twitter
Share on email
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on pocket

دخل الجدل حول الممارسة السياسية الطبقية الأجندةَ النقاشية في ألمانيا منذ صعود الحزب اليميني الشعبوي، البديل لأجل ألمانيا. في 2016م، أثناء ما سمي بصيف الهجرة، حقق حزب البديل عددًا من الانتصارات الانتخابية، وخصوصًا في الولايات الشرقية والجنوبية مثل ساتشين-آنهالت أو بادين-فورتيمبرغ، حيث كان عدد الأصوات التي تلقاها مهولًا. نتذكر الجدالات الطويلة والمحبطة في مجموعاتنا وشبكاتنا السياسية حول الاستراتيجية التي يجب على اليسار الجذري اعتمادها في ألمانيا. هل يجب أن تقتصر على «ثقافة الترحيب» (Willkommenskultur) التي نظمت المعونة الإنسانية للاجئين القادمين، والتي شارك فيها عدد كبير من المواطنين، وبالتالي تتخذ استراتيجيتنا موقفًا سياسيًا نازعًا لمناهضة العرقانية ضد حزب البديل وناخبيه وناخباته؟ كيف تكون استراتيجيتنا في وجه محاولة اليمين توظيف العنصرية العرقية لإيقاع الخصام بين دولة الرفاه والهجرة؟ ما هي الأجوبة التي يجب أن يقدمها مشروع يسار جديد مناهض للمؤسسة الحاكمة لأسئلة انكماش الخدمات الاجتماعية، وسياسات الإسكان، والليبرالية الجديدة؟

بالطبع، في هذا التلخيص بعض المبالغة، فقد بُرهِن العجز النظري والتطبيقي للفصل الاصطناعي بين مشروع نشر السياسة الطبقية من جهة، والنضالات النسوية أو البيئية أو المناهضة للعنصرية من جهة. إن ننظر للخلافات العمالية الأخيرة في مستشفيات برلين التي توجها إضراب شاريتيه كمثال، يمكن القول إن هذا الاحتجاج يعارض نظام الاستغلال النيوليبرالي بالتصدي لانخفاض أجور عمّال العناية وتزايد تسليع القطاع الصحي. وفي الوقت نفسه، إن وضعنا بعين الاعتبار واقع قطاع العمل هذا، فهو يتضمن تلقائيًا منظوراتٍ نسوية، لأن الجزء الأكبر من القوى العاملة في القطاع الصحي تشغله النساء، بل والمهارات التي تنطوي عليها هذه الوظائف تُعامَل اجتماعيًا كمهارات أنثوية أساسًا، مثل أشغال العناية.

لكن المظاهرات النسوية رغم ذلك ما تزال ترمى بتهمة أنها محضُ سياسات هوياتية، وبأنها عُرضَةٌ للاستحواذ الليبرالي. ولا ينمّ هذا التصوير فقط عن فهمٍ ضيق للأفكار النسوية، بل عن أسلوب عقيمٍ تمامًا يفرض الصراع بين النضاليْن الطبقي والنسوي.

فيما يتعلق بالممارسة والفكر الطبقي الجديديْن، من الواضح أنه لم يعد من الممكن الاستمرار بمعاملة النضالات النسوية والتقسيم المُجَنْدَر للعمل كأمور هامشية، فنحن واقعًا بحاجة إلى وضعها في المركز. لهذا الأمر سابقات تاريخية لا تقتصر على الجدل حول العمل المنزلي في السبعينات، بل وتشمل، كمثال، شبكة الثورة العنائية التي تفرّعت في كل المناطق الألمانية منذ 2012م وتسعى لصياغة روابط قوية للتضامن بين عمّال العناية المأجوراتِ وغير المأجورات ومن تتكلن ويتكّلون على العمل العنائي.

بالإضافة إلى ذلك، نرى الأشكال المُجنْدَرة للعمل تحفر نفسها في إعادة التشكّل الرأسمالي – عبر الرقمنة مثلًا. لربما يكون هنالك تزايد في الروابط بين المهارات الناعمة، والعمل العاطفي، وعلاقات الخدمة غير الملموسة – وكلها «نشاطات أنثوية طبعًا» – بالأشكال النيوليبرالية للعمل، لكنها ما تزال تُعتبَر دونية القيمة. يتضخم العبء على النساء بواقع تنفيذهن جزءً كبيرًا من العمل الضروري اجتماعيًا، وهو عمل تُحط قيمته بصفته عمل مؤنث وخاضع لضغوطات الوقت والتكلفة.

التعلم من حركة عالمية

يشكّل هذا التحليل، بتنوّعاته، أساسًا مشتركًا للعديد من المنصات النسوية التي انبثقت في السنوات الأخيرة في السياق الألماني. على سبيل المثال، يحاول التحالف لزيادة طاقم المستشفيات في برلين – وله نموذج تنظيمي حيوي، وشعاره «في زيادتنا منفعة كل الناس» – تشكيل بنى تضامنية للتصدي لأزمة الرعاية. لكن كيف انطلقت فكرة إضراب النساء في ألمانيا في آخر المطاف؟ مع تجاوز منظورنا الإطارَ الوطني، دفعنا ذلك لإعادة التفكير بالأشكال النسوية للمقاومة. ففي نفس الوقت الذي وصلت فيه السياسات الطبقية الجديدة ذروتها، بدأت المظاهرات النسوية بالتفجر في أرجاء العالم.

وهذه ليست محض مصادفة طبعًا. فبتزامن صعود البديل لأجل ألمانيا، انتُخِب دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة، وشهدت بولندا إضافةَ تضييقٍ قانونيٍ أشد على سياسة رجعية أصلًا تحرم النساء من حقهن في تقرير المصير الجسدي. باختصار، القوى اليمينية وقوى النيوليبرالية في تصاعد عالميًا، مما وضع الحركات التقدمية في موقع الدفاع. تصدّرت النسويات الانتقال من موقع الدفاع إلى الهجوم، وبدأن بربط مواضيع احتجاجهن – مثل: العنف الجنسي، والعنصرية الجنسية، والنضال لأجل تقرير المصير الجسدي – بمنظورٍ معني بالاستغلال الاقتصادي للنساء. قبلَ وقتٍ طويل من بدئنا عمليتنا نحو إضرابٍ حقيقي في ألمانيا، كانت الأفكار والشعارات والمطالب تسافر وتجوب أرجاء الكوكب، مؤثرةً في نضالاتنا الطبقية. كانت مظاهرات 8 آذار/مارس في برلين فسيفساء للتعبيرات النسوية للسنوات الأخيرة. فتجد/ين هنالك المناديل الأرجنتينية، والـ «بوسيهات» (Pussyhat) من ميسرة النساء في الولايات المتحدة، وحملت النساء يافطات ترجم عليها شعار «لن تنقص منّا واحدة» (Ni Una Menos) إلى الألمانية (Keine mehre).

لم يخلو هذا المنظور للتطورات النسوية العالمية يومًا من التناقضات والجدل. ففي الوسط اليساري، اعتُقِد بضعف مسيرة النساء الأولى وبحركة #أنا_أيضًا (#MeToo) أمام محاولة استحواذ النيوليبرالية عليها. تبرهن في رأينا أن وصول المظاهرات الألمانية إلى مستوى جماهيري حاشد يعود الفضل فيه إلى #أنا_أيضًا وقرينتها الألمانية (#aufschrei) التي انبثقت قبل بضعة أعوام في السياق الألماني، فقد اخضَعَتا مسائل مثل العنف الجندري لإمرة النقاش الاجتماعي، وفي ألمانيا، على الأقل، ضمنتا توجيه الجندر والنسوية إلى مركز التعبئة السياسية.

حينما تصاعد زخم مسيرة مظاهرة النساء السنوية في برلين عام 2018م دون تغير في درجة التنظيم، وشاهدنا إضرابًا في إسبانيا قوامه خمسة ملايين امرأة، أدركت بعض منا أن الوقت قد حان لاتخاذ الخطوة التالية: تنظيم الإضراب النسوي في ألمانيا.

تنظيم التعدد

بالطبع، لا يمكن لشبكة وطنية نسوية أن تبني نفسها من الصفر خلال بضعة أسابيع أو أشهر، وإن استحال بناء الشبكة، فما بالك بتنسيق إضراب النساء. حلّت علينا خيبة أمل في السابق بسبب عجز الشبكات عن الاتفاق على المطالب المركزية للعمل السياسي بسبب اختلاف الخلفيات السياسية للمجموعات والناس المنخرطة فيها. فالمشاكل والهموم متنوعة بتنوع تجارب النساء. في ألمانيا، وبالنسبة للكثيرات، تأتي إعادة التقييم الاقتصادية لوظائفهن في المقدمة. وهنالك ثلاث مواضيع مهمّة لدى النضالات النسوية لا تحصل على نفس القدر من اهتمام الرأي العام: تمديد التأشيرات، وتغيير القانون الحالي الذي يميّز ضد الناس العابرات/ين جندريًا، والحق في إجهاض آمن.

لهذا السبب لم نحاول تعريف مطلبٍ عام. بدلًا من ذلك، استخدمنا سؤال «ما هو إضرابكِ؟» لنحاول البدء من الأوضاع المعيشية الفعلية للنساء لِنُوجد أرضًا مشتركة نبنيها من الأسفل إلى الأعلى. والكلام أسهل من الفعل، خصوصًا فيما يتعلق بالقرارات السياسية والعلاقة بين إضراب النساء وعامة الناس. على سبيل المثال، لا توجد من هي موكّلة بالحديث بالنيابة عن كامل الشبكة، بل يمكن لأيٍّ منا الحديث باسم إضراب النساء وصياغة مطالبها عبره.

بالمقابل، يستلزم ذلك أهمية قبول الاختلافات السياسية والتعاطي معها باحترام، والإقرار بأن مفاهيمنا للنسوية تشكّلها سياقاتٌ اجتماعية وتاريخية نحن كنّا – وما نزال – فاعلاتٍ فيها سياسيًا. على سبيل المثال، في إضرابنا الوطني الأول قضينا ثلاثة أيام نتجادل حول اسم الإضراب. كانت المقترحات إما أكاديمية أكثر من اللازم، بيضاء أكثر من اللازم، أو ليست كويرية بما فيه الكفاية، أو مبهمة أكثر من اللازم. وبدل الضغط تجاه توافق شامل، قررنا أنّ كل جهة مساهمة ستقرر من تلقاء نفسها. الاسم لا يشكل الأهمية، بل المشروع الذي نخلقه مجتمِعات.

أحد الجوانب التنظيمية هو بناء العلاقات مع المؤسسات الأخرى، والتعبئة في قطاعات لا تتصل بسهولة بإضراب النساء. في كانون الثاني/يناير لعام 2020م، اشتعلت خلافاتٌ حول التعريفات في قطاعي الصحة والتعليم، حيث وقعت عدة إضرابات تحذيرية في اثنين من أكثر القطاعات تأنيثًا، وذلك قبل 8 آذار/مارس. بينما علمت بعض المشارِكات في الإضرابات التحذيرية بها عبر بيانات التضامن النقابي، تمكنا أيضًا من الحديث إلى العديد من العمّال الشباب وعمّال قطاع رعاية الأطفال، وعقدنا اجتماعاتٍ مشتركة.

انضمت بعضهن إلينا في مسيرة 8 آذار/مارس، لكن، وللأسف، ما تزال نضالاتنا منفصلة.

رغم كل محاولات تسهيل الانضمام، ما يزال مشروع إضراب النساء مشروعًا بادرت به نسوياتٌ العدد الأكبر منهن تعمل في القطاع الأكاديمي. ولا ترى العديد من العمّال في قطاع التعليم أنفسهن كنسويات ولا ترين في إضراب النساء حركتهن. نحن بحاجة إلى بذل جهدٍ وموارد أكثر للانخراط في الحوار، والتعرف على المشاكل، والمطالب المشتركة أو الممكن التعاون حولها.

لهذا السبب من المهم جدًا ذكر أن إضراب النساء في ألمانيا لا يجب أن يكون حملةً سياسية قصيرة، تتشتت كل عام بعد 8 آذار/مارس، كما يحصل حاليًا. نريد أن نرى في إضراب النساء منصّة حيث الإخفاق جزءٌ من العملية، لا نهاية للحركة. ويعني ذلك أيضًا إخبارُ نقّادنا مرارًا وتكرارًا ما نعني بالإضراب النسوي.

استعادة الإضراب السياسي

في ألمانيا مثلما في بقية العالم، الكل معتاد على أن تكون النقابات هي الجهة الداعية للإضرابات. فهنالك بضعة مطالب ملموسة، وإضرابات (تحذيرية)، وتفاوض جماعي، وفي آخر المطاف تصل العملية إلى اتفاق جماعي جديد. الوضع مختلف تمامًا مع الإضراب النسوي. فكما تقول فيرونيكا غاغو في مقابلة أجريت معها:

أن تدعوك النقابة للإضراب شيء، فأنت تعرف أصلًا ما يجب عليك فعله، وما يعني ذلك، وكيفية قياس النتيجة، وإلى من الإضراب موجه، وهو شيءٌ آخر تمامًا حين تنادي الحركة النسوية بإضرابٍ وتقول: «جميعنا عمّال».

يستلزمُ الإضراب النسوي إذن فهمًا موسّعًا للعمل، يمكن استنباط مفهوم الإضراب منه. جميعنا عمّال، سواءً نعمل بالقلم، بمفتاح الصوامل، بالحاسوب أو بالمكنسة، سواءً نتلقى أجرًا مقابل ذلك أم لا. لا يقف إضراب النساء عند تعطيل العمل المأجور، بل والعمل المنزلي والعنائي غير المأجور أيضًا، وذلك بهدف إظهار ما يتعطل حينما نغيب. يعني ذلك اتخاذ المكان الاقتصادي للنساء في عملية الإنتاج الرأسمالي بجدية وتحويله إلى قوّة للمقاومة – في الوقت الذي نحوّل فيه ألم العنف الأبوي والرأسمالي إلى انتفاضة.

إن الإضراب في قطاعات عمل متنوعة كهذه يعني انتشار الإضراب. يحدث الإضراب أينما تعمل النساء، ويتضمن طيفًا من الأعمال اليومية، منها عدم غسيل الصحون، تنظيم فسحة غذاء جماعية في العمل، أو المطالبة بمضاعفة الأجور. لكن العديد من الأعمال التي تنخرط فيها النساء تتسم بواقع تعذر التعطيل، فهي أعمالٌ تعتمد عليها الأرواح البشرية مباشرة. هذا واحد من أسباب عدة تفضي إلى أهمية تطوير تكتيكات توسّع إمكانية المشاركة لأولئك اللاتي تتعذر مشاركتهن عادةً: المقيمات من دون وثائق، موفِّرات العناية المأجورات وغير المأجورات، الموظَّفات ذاتيًا، والقائمة تطول. أخذ بعض الرجال الغيريين (cishet) المتضامنون بعض الأعمال على عاتقهم للتخفيف عن عبء النساء. فمثلما يقول نص متزعزعات في انزلاق (Precarias à la Deriva): «ما هو أضرابُكِ؟»، الإضراب لا يجب أن يفسَّر كتعطيل للعناية نفسها بل كرفضٍ للظروف التي تعثّر قدرتنا على العناية ببعضنا البعض بتضامنٍ وعلى نحوٍ مرضي. معنى ذلك تجريبُ أشكالٍ جديدة للعيش معًا في الحاضر. هكذا يصبح الإضراب فرصةً سانحة لتجريب مُدن فاضِلة ملموسة.

نعتقد أن هذا الشكل للإضراب النسوي يستحيل تحقيقه في إطار الإضرابات النقابية، وليس فقط لأن الجهة الفاعلة في الإضراب تشمل العمّال غير الرسميّات وغير الرسميين وغير المأجورات وغير المأجورين – أي: العاجزات والعاجزين عن الإضراب عادةً – بل الاختلاف يصل إلى منطق الإضراب نفسه: ليس هذا الإضراب النسوي مقيدًا بعددٍ واضح من المطالب الملموسة جدًا المعنية بظروف العمل المأجور (أجور أعلى، وساعات عمل أقل)، التي يجري التفاوض عليها بين ممثّلات وممثلي النقابة ورابطة أرباب العمل. الإضراب النسوي هو إضرابٌ لكل امرأة. لا يمكن لأحد أن يمثّلهن، ولا توجد جهة يُتَفاوض معها حول مستقبل الرأسمالية الأبوية. يبين الإضراب الصلة الملتحمة بين العنف الأبوي والإضراب الرأسمالي. وعليه، نحن بأمس الحاجة إلى قوّة النساء النّازلات في الشوارع، وإن كنا ما نزال بالحاجة إلى النقابات. نؤمن أن الحركة النسوية تبعث بدمقرطةٍ وتعميق لجذرية أداة الإضراب.

أحد المشاكل الإضافية هي التحريم القانوني للإضرابات السياسية في ألمانيا، وإضرابُ النساء إضرابٌ سياسيٌّ بلا شك. بينما يضاعف ذلك من خطر قمع المُضرِبات، فنحن نأمل باستعادة الإضراب السياسي من الأسفل، بدلًا من تجريمنا بسبب مطالبنا.

الحاضر للنساء!

تفضح قوّة الحركة النسوية مرةً أخرى المغالطة في القول بأن التحرر تحقق أصلًا بمكاتب مساواة الفرص وإدارة التنوع، وتثبت أن اضطهاد النساء ليس تناقضًا تابعًا أو ثانويًا. عالميًا، نجد العمّال، من النساء والكوير والمهاجرين/ات، في مقدمة النضال ضد اليمين السلطوي وسياسات الخصخصة النيوليبرالية. سواءً كان ذلك بمسيرات النساء في الولايات المتحدة، أو لن تنقص منّا واحدة في الأرجنتين، أو إضرابات المعلّمات/ين وعمّال الرعاية في ألمانيا، نحن الآن في خضم موجة نسوية ثالثة. لوقتٍ طويل حلمنا بمستقبل نسوي، حتى تنبّهنا أننا نعيشه. لا شكّ أنّ الموجة النسوية هذه لا تحدّ نفسها نفسها بـ «قضايا النساء»، فهي ليست حركةً أحادية القضية، بل حركةٌ للانعتاق الاجتماعي. نرى في الإضرابات النسوية تصدّيًا أعم للمسائل الطبقية، إلى جانب العنف الجندري، والعنصرية العرقية. إنها تتيح بناء الجسور بين النضال ضدّ الاستغلال الاقتصادي والنضال ضد العنف الجندري، نضالان ظلّا مفترقين لوقتٍ طويل. تؤسس هذه الجسور لتحالفاتٍ جديدة بين مختلف الفئات المهمّشة، مما له انعكاس في تنوع لجان الإضراب المحلية: تُضرِب موفِّرات العناية البريكاريّات مع نسويات كوير يساريات، ونساءٌ من طَلبة اللجوء مع عاملات الجنس. رغم كل ذلك، نحن متفائلات بقدرتنا على التعلم من تجارب بعضنا البعض والنمو معًا في تنظيمٍ مشترك. من المبكر جدًا إعلان انبثاقِ طبقةٍ أممية نسوية مناهضة للعنصرية في ألمانيا، فالانقسامات الاجتماعية الناتجة عن النيوليبرالية أعمق من أن تُسقَط خلال شهرين، لكن يمكننا على الأقل أن نتحدث عن حركة نسوية ومناهِضة للعنصرية العرقية ومناهِضة للرأسمالية. مهما كان خطّ مسيرنا، فـ 8 آذار/مارس ليس إلّا البداية.


يندرج هذا المنشور ضمن: نحو الأممية النسوية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on pocket








Skip to content